- سوزان بيرن
- صحفية
يقول رجل الأعمال خوسيه نيفيز، الذي يرأس موقع “فارفيتش” الإلكتروني، وهو من بين المواقع التجارية العالمية الأسرع نموا على شبكة الإنترنت في مجال الموضة والأزياء، إنه اعتاد في الماضي أن ينظر إلى قطاع الأزياء على أنه مجال “غير مُجد، وغير مثير للاهتمام”.
يقول نيفيز، الذي كان يوما ما مولعا باستخدام الكمبيوتر، إن تكنولوجيا المعلومات هي التي أثارت طموحه أثناء نشأته في البرتغال. وخلال دراسته للاقتصاد في جامعة بورتو، دشن شركة في مجال برمجة الكمبيوتر.
وكانت هذه الشركة، التي كانت تنتج بعض البرامج الإلكترونية الخاصة بشركات صناعة النسيج وتصميم الأحذية في البرتغال، هي السبب الذي ساعده في تغيير وجهة نظره بسرعة في مجال صناعة الموضة والأزياء.
ويقول نيفيز، البالغ من العمر 42 سنة: “بدأت أفهم الطريقة التي يعمل بها هذا القطاع، وفكرت في أنه مجال رائع جدا بالفعل”.
ويضيف نيفيز، الذي قال إنه كان يحلم دائما بالعيش والعمل في لندن: “بما أن الموضة أصبحت صناعة عالمية، كنت أعتقد أنها ستوفر لي فرصة للخروج من البرتغال”.
وتابع: “كنت أعتقد أنه طالما يمكنني العمل في مجال الكمبيوتر، فإنه يمكنني أيضا أن أصمم نماذج لصناعة الأحذية. فعندما تكون في سن 22 سنة، فأنت تعتقد أنه بإمكانك أن تفعل كل شيء في وقت واحد”.
وبعد أن مرت السنوات سريعا، أصبح نيفيز اليوم مؤسس ومدير موقع “فارفيتش”، أحد أكبر مواقع تسويق الأزياء على الإنترنت، والذي تقدر قيمته السوقية بنحو 1,5 مليار دولار أمريكي.
وكانت فكرة نيفيز من إنشاء ذلك الموقع أن يكون مركزا للتسوق لبيع الملابس التي ينتجها عدد من مصممي الملابس المستقلين من جميع أنحاء العالم، والذين من غير المحتمل أن يتمكنوا من تحمل نفقات إنشاء مواقع إلكترونية ضخمة خاصة بهم.
ومنذ إنشاء موقع “فارفيتش” في عام 2008، يبيع الموقع منتجات من أكثر من 400 متجر في 38 دولة حول العالم.
ويتيح الموقع لهذه المتاجر فرصة لعرض منتجاتها من خلال نافذة تسوق عالمية وشهيرة، وذلك في مقابل عمولة نسبتها 22 في المئة.
ويقول موقع “فارفيتش” إن إجمالي مبيعاته على الإنترنت في عام 2015 بلغ 512 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة قدرها 70 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه.
فكرة كبيرة
عندما كان نيفيز في العشرينيات من عمره، استطاع وهو يدير شركة “غراي ماتر” للبرمجيات في عام 1994، أن يدشن مشروعه الخاص بتصميم نماذج صناعة الأحذية، والذي كان يحمل العلامة التجارية “سوير”.
وبعد ذلك بعام واحد، تمكن من تحقيق حلمه بالانتقال إلى المملكة المتحدة، حيث افتتح أول متجر لتلك العلامة التجارية على أرض الواقع في منطقة كوفنت غاردن بوسط لندن.
وبعد ذلك، افتتح متجرا آخر في 2001 لبيع ملابس الرجال يحمل اسم “بي ستور”، والذي فاز في عام 2006 بجائزة “متجر العام”، التي تُمنح سنويا لأفضل متجر وطني لبيع التجزئة في المملكة المتحدة.
وبالرغم من إدارة ثلاثة مشاريع، لا يزال لدى نيفيز طموحات أكبر للعمل على الإنترنت. ويقول: “كنت أعلم أنني لست أعظم مصمم للأحذية في العالم، أو أفضل مبرمج كمبيوتر، لكن هناك عددا قليلا من الناس لديهم معرفة كافية بهذين القطاعين معا”.
ويضيف: “لقد أردت حقا أن أحقق نجاحا في التجارة الإلكترونية في قطاع الأزياء، لكنني كنت أنتظر تلك الفكرة العبقرية التي يمكنها أن تحدث تغييرا في ذلك القطاع، وتصبح ذات أهمية على المستوى العالمي”.
كان نيفيز يحضر أسبوعا للموضة في باريس في عام 2007، عندما خطرت تلك الفكرة العبقرية بباله لأول مرة.
ويقول: “كنت ألتقي العديد من أصحاب متاجر الأزياء، وقد لاحظت أن المتاجر التي تحقق نموا واضحا كانت تلك التي لها أنشطة قوية على الإنترنت”.
وفي المقابل، كان هناك مصممون آخرون ليس لديهم وجود على الإنترنت، لأنهم إما لا يملكون الطموح الكافي، أو التمويل، أو المعرفة الفنية اللازمة.
ومن هنا جاءت فكرة موقع “فارفيتش” لتمكين مصممي الأزياء أو تجار التجزئة من المنافسة على مستوى عالمي من خلال سوق إلكتروني واحد على الإنترنت.
ويقول نيفيز إن الأمر كان صعبا في البداية للحصول على عملاء، لكن بمجرد أن اشترك أول عميل في تلك الخدمة، أقنع ذلك عملاء آخرون للانضمام إلينا.
لكن بعد ذلك بوقت قصير، بدأت تظهر بعض المشكلات، وأولها الأزمة المالية العالمية، التي بدأت مع انهيار مجموعة مصارف “ليمان براذرز” الأمريكية الشهيرة، بعد أسبوعين فقط من تدشين موقع “فارفيتش”.
ويقول نيفيز إنه بسبب تباطؤ حركة التجارة في أعقاب تلك الأزمة، لم يتمكن من الحصول على الاستثمارات الخارجية التي كان يعول عليها.
ويضيف: “لم يقترب منا مستثمر واحد في البداية، لذا، كان علينا أن نستمر في تمويل أنفسنا لمدة ثلاث سنوات تقريبا”.
لكن في أواخر عام 2010، تمكنت شركة “فارفيتش” من تأمين الاستثمارات اللازمة، وهو الأمر الذي مكنها من توسيع قاعدة العاملين لديها.
وقد تمكنت الشركة الآن من تأمين استثمارات قيمتها 305 ملايين دولار أمريكي من خلال عدة عمليات للتمويل.
وأصبح لدى الشركة الآن أكثر من ألف موظف في عشرة فروع حول العالم، منها موسكو، وطوكيو، والمقر الرئيسي للشركة في لندن.
تقدير النجاح
ولا يزال النجاح الذي حققه موقع فارفيتش يثير إعجاب العديد من الشخصيات المؤثرة عالميا في قطاع الموضة والأزياء.
وتقول كيلي ستوكر، رئيسة تحرير مجلة “دربرس” للأزياء: “يتمتع موقع فارفيتش بسمعة طيبة بسبب حركته النشيطة، واحتضانه للإبداع الرقمي، وهما من بين العوامل التي جعلته في الصدارة في هذا القطاع”.
وتضيف ستوكر: “يوفر الموقع قناة لمصممي الأزياء المستقلين للوصول إلى الأسواق العالمية، مثل الولايات المتحدة، والبرازيل، والصين، وروسيا، بالإضافة إلى أوروبا”.
ويقول نيفيز إن طرح أسهم شركته في أسواق المال سيكون بمثابة الخطوة الجوهرية التالية للشركة، لكنه لن يندفع نحو تحديد موعد يتعلق بهذا الأمر.
لا تعليق