Rate this post


«البازار» لسنوات مضت كان مُعبراً عن المعارض المباع فيها منحوتات فرعونية مُقلدة، التى يرغب السياح فى اقتنائها عند زيارة مصر، والآن هي «سوق مفتوحة» لا وجود لتماثيل، يقف فيها الباعة متراصين بمنتجاتهم المختلفة يروجون للأحذية والإكسسوارات والملابس والبلاستيكات والشنط والذهب وحتى الأكل، فاختلف المعنى والمضمون بالنسبة للجيل الحالى، وصارت «إقامة بازار» مهنة عدد من المشاهير والفنانين والإعلاميين وغيرهم من السيدات، بكونهم الراعى لهذا المعرض المفتوح، بدءاً من الاتفاق على أرضه حتى التعاقد مع البائعين إلى التسويق له فيما يُعرف بـ«بيزنس البازارات».

لـ«البازارات» زبائن من مختلف الطبقات الاجتماعية، وعلى الراعى مخاطبة كل طبقة وفقاً لاهتماماتها، بداية من المنتجات التى يفضلونها وتناسب ذوقهم العام، وحتى اختيار المكان الذى ينعقد فيه، وكل راعٍ بما تيسر له من إمكانيات، فبدلاً من صرف مبلغ قد يبدأ من 25 ألف جنيه كتأجير للأرض فى اليوم أو أكثر، على حسب التعاقد، استغلت «إيمان سعد» حديقة منزلها فى مصر الجديدة، لإقامة بازارها الأول، وبين عشية وضحاها كانت اتفقت مع نساء منطقتها لتسويق منتجاتهن فى بازار.

وتحكى «إيمان» عن تجربتها: «بقالى 4 سنين ببيع كل منتجات البيت من خلال صفحة على فيس بوك، جات لى فكرة أعمل بازار عشان أفتح مجال جديد للشغل ده، لأنه بيكمل التسويق الأونلاين، عميل الأونلاين غير العميل اللى بيشوف ع الطبيعة»، ورغم خوف إيمان من عدم نجاح تجربتها الأولى إلا أن الواقع فاجأها بتفاعل العملاء والعارضين: «عرفت الناس عن طريق الفيس بوك ووزعت الفلايرز وكنت بنزل أوزع فى الشارع»، واعتمدت مبلغاً قليلاً فى «تأجير الترابيزة»، لتشجع العارضين على خوض التجربة.

تختلف أماكن البازارات بين الحدائق والمولات أو الأراضى الفارغة بالمدن الجديدة، وينتشر خصوصاً فى مناطق مصر الجديدة والتجمع الخامس بالقاهرة ومنطقتى أكتوبر والشيخ زايد بالجيزة، فهو الضامن للبعض لتسويق منتجاتهم أكثر من الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعى، ومن بينهم «سماح» السيدة الخمسينية التى وجدت فى البازارات فرصة جيدة لعرض منتجاتها: «بقالى سنة بعمل كروشيه ومش كل الناس عندى على الصفحة، ففرصة يشوفوا منتجاتى».

البازار يضم من 20 حتى 300 ترابيزة، على حسب المساحة التى يراها الراعى ومقدرته، وكلما زاد العدد كان فرصة للزبائن على المفاضلة بين المعروض، ويسمح أيضاً لعدد أكبر من العارضين بالمشاركة، فترى «راجية محمد»، عارضة، أنها عن طريق المشاركة تُكمل التسويق الإلكترونى: «أنا كده بعمل براند، عملاء الأونلاين مش شايفين المادة وهل يستاهل المبلغ المطلوب ولا لأ، ولأنى باشتغل فى الشيلان والحجاب والتربون والإكسسوارات والشنط، فهي منتات تحتاج إلى معاينة على الطبيعة أكثر.

خبرة «راجية» فى العمل بالموارد البشرية والتسويق فى المؤسسات، جعلتها تدرك أهمية البازارات، ورغم ذلك فهي لا تراها تُغنى عن وجود محل «ستور»: «فى ناس عندها محلات وبتيجى تعرض فى البازار لأنه ممكن يكون بعيد عن الناس فبييجى للبازار لأن هتلاقى من الإبرة للصاروخ».

تتبنى أميرة القصاص، عارضة فى البازارات، نفس الفكرة، فهي رغم انتعاش مبيعاتها الإلكترونية، ومع خبرتها فى تلك التجارة منذ 6 سنوات لم تكن بحاجة إلى المشاركة فى البازار، إلا أنها تحرص على الوجود: «مش محتاجة أبيع قد ما محتاجة أورِّى ناس جديدة الشغل والماتريال، وأكسب ناس جديدة وأشوف أذواقهم».

ليمنى أسامة باع كبير في «بيزنس البازارات»، وساعدها على ذلك دراستها للمحاسبة والتسويق بجامعة عين شمس: «اتجهت للفكرة كنوع من أنواع الدعم المجتمعي في إطار نعمل سوق أو معرض الحاجات اللي مش محتاجينها في بيوتنا كفكرة إعادة تدوير، بدأت تبع جمعية خيرية أجرت منهم مكان لأن الموضوع مكانش تجاري، احنا ستات عاملات مشتريين حاجات مش محتاجينها أو حاجة بنصنعها بس عاوزة أتعرف، ومن هنا ابتدينا ندخل في مجال المعارض، المعرض يدعم السيدات المنتجة من انتاجها المحلي في المنطقة اللي ساكنة فيها».

من ست سنوات تقريبا، بدأ «البازار» أخذ شكله الحديث، وتحكي يمنى: «ابتدينا نخلي الموضوع شكله أحلى مش سوق زي الأسر المنتجة بتاع زمان ترابيزة والستات قاعدة، لكن بقى زي أرض المعارض نعمل شكل حلو للخيمة، مقاسه ثابت تخلي الموضوع شكله حلو»، وزاد عدد مرتادي البازارات والعارضين كذلك.





Source link

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *