عمان – راشد الرواشدة
وبسهولة ومن دون عناء أو بذل أي جهد، يحمل الشخص هاتفه النقال ويقوم بفتح محفظة إلكترونية، لأنها أصبحت من المتطلبات الأساسية لـ ‘الوظيفة الإلكترونية’ التي تعلن عنها شركات وهمية ‘رقمية’، مستغلين استخدامها من قبل شريحة كبيرة من المواطنين ومن أعمار مختلفة، وتبقى المسؤولية الكبرى لاستخدامها بشكل آمن تقع على عاتق مستخدم هذه المحفظة ومدى وعيه، وكيفية الاستفادة منها في حياته اليومية.
مصيدة للشباب
و’المحفظة’ هي حساب مالي إلكتروني، يستخدم من خلال تطبيق على الهاتف النقال، يُقدم خدمات عديدة متنوعة منها، (تحويل وإيداع وسحب الأموال، وتسديد الإلتزامات الشهرية، والشراء الإلكتروني (الداخلي والخارجي)، والإدخار وغيرها)، حيث برزت أهميتها منذ بدء انتشار جائحة كورونا، وبُدئ تقديم خدمة المحافظ الإلكترونية في المملكة عام 2016، وبحسب ما صرح به البنك المركزي الى ‘الرأي‘، فان عدد المحافظ المستخدمة في الأردن تبلغ أكثر من مليوني محفظة، فيما بلغت عدد الشركات المرخصة التي تقدم خدمات المحافظ الإلكترونية 8 شركات.
ويروي طالب الجامعة (معاذ وهو اسم مستعار)، لـ ‘الرأي‘، ما حدث معه من عملية احتيال محترفة لاحدى شركات التوظيف الوهمية الإلكترونية، قائلا: ‘بطبيعة الحال كأي شاب وفي مراحل الدراسة بحثت عن دخل سريع ويومي دون الحاجة إلى الذهاب إلى العمل بشكل ‘وجاهي’، بسبب دراستي الجامعية ولتوفير الوقت والجهد، بدأت بالبحث عبر هاتفي النقال عن وظيفة ‘إلكترونية’ في مجال التسويق، ووجدت شركة (…) مختصة بالأجهزة الكهربائية والإكترونية بوظيفة مساعد بائع’.
وأضاف (معاذ): ‘تم الاتفاق بيني وبين هذه الشركة، على فتح محفظة إلكترونية لاستقبل أموال ومن ثم أقوم بتحويلها، على أن يتم الدفع لي بشكل يومي ما بين 15 -20 دينارا كأجر يومي، وهذا ما تم بالفعل وعلى مدار اليوم الأول والثاني ولغاية الخامس، كانت الأمور تسير على ما يرام، ولكن في اليوم السادس تفاجأتُ أن المحفظة الإلكترونية الخاصة في حسابي، لا أستطيع الدخول إليها، وتبين فيما بعد أنني وقعت ضحية لاحتيال وباستغلال المحفظة الخاصة بي وتغيير الرقم السري، مع ملاحظة أن الشركة كانت على دراية تامة بالرقم السري ورقم هاتفي’.
وتابع (معاذ): الأمر لم يتوقف هنا فتم الاتصال بي من قبل الجرائم الإلكترونية لأخذ افادتي، وأيضاً مجموعة من الشباب الذين وقعوا ضحية هذه الشركات الوهمية، وقام المسؤولون بالتعاون الكبير لمعرفة حيثيات الموضوع ومتابعتها أمنياً’.
ويروي شاب آخر وقع ضحية أخرى لهذه الشركات الوهمية الإلكترونية، حيث قال عامر (اسم مستعار):’إن أغلب طلبة الجامعات يقومون بالبحث عن وظيفة عبر التسويق الإلكتروني، لسهولة العمل فيه، وما حدث معي شخصياً، هو انني وجدت شركة إلكترونية، مختصة بالتسويق الإلكتروني المختلف (أجهزة، أثاث، ألبسة…)، بوظيفة بائع ومشرف إلكتروني، الأمر الذي يتطلب فتح محفظة إلكترونية، لكن وبعد 10 أيام من العمل معهم لم أتمكن من الدخول إلى محفظتي الإلكترونية، حيث تم تغيير الرقم السري واستغلال المحفظة لصالح الشركة’.
ماذا تستفيد الشركات الوهمية من المحافظ الإلكترونية؟
تستفيد الشركات الوهمية من المحافظ الإلكترونية، أنها اذا حصلت على أكثر من محفظة كـ 5 محافظ مثلا وكل محفظة لها حد أعلى في الشهر 20 ألف دينار، فانها تستطيع تحويل 100 الف دينار برسوم أقل، تُغنيه عن فتح حساب بنكي الذي فيه ضوابط صارمة ورقابة أكثر فاعلية، كما سيتمكن من ايداع وسحب أكثر من المبلغ المسموح وشراء الكتروني أكثر، وللحد من هذه الظاهرة يحب أن تكون الرقابة أكصر فاعلية، من خلال ضبط عملية فتح المحافظ، بحيث تعتمد بصمة العين أو بصمة اليد للحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية، ولتكون أكثر أماناً لمعلومات العملاء.
وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية تُحذر
من جانبها، أعادت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، تحذيراتها المتكررة بكل ما يتعلق بالاحتيال المالي الإلكتروني، إذ إنّ الوحدة ورغم عديد تحذيراتها إلا إنها ما زالت تتعامل مع أعداد كبيرة من الشكاوى وبشكل يومي.
وأكدت وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية أن الأساليب التي يستخدمها المحتالون الإلكترونيون متعددة الأشكال ويقومون بابتكار أشكال جديدة لها باستمرار، مشيرة إلى أن المحتالين معظمهم يعملون من خارج المملكة وأنّ السبيل الأول للحماية منهم ومن طرقهم الاحتيالية يكمن في الوعي وتجنب التعامل مع اية رسائل مجهولة او السعي للربح السريع.
وحذرت ‘الجرائم الإلكترونية’ من الرسائل التي ترد المواطنين لتوفير فرص عمل أو تقديم مساعدات أو ربح جوائز فورية أو تقديم قروض أو الشراء بالتقسيط أو العمل بالمحافظ الإلكترونية وتحديث بياناتها، والتي تعتبر جميعها أساليب احتيالية إلكترونية يجب التجنب التعامل معها.
وأشارت الوحدة إلى أهم الأساليب الاحتيالية التي يتم التعامل معها بشكل يومي، وأخطر الأساليب التي يتبعها بعض المحتالين بحق الاشخاص الذين يملكون محافظ مالية، انهم يقومون بالاتصال بهم والادعاء أنهم الشركة المنشئة للمحفظة وأنهم يرغبون بتحديث بياناتهم ويقومون بإعطائهم خطوات التحديث التي تنتهي بإرسال الرقم السري الجديد مما يمكنهم من السيطرة على المحفظة وسرقة ما بها من مبالغ مالية، وايضاً رسائل العمل التي ترد للمواطنين على هواتفهم أو حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتطلب منهم تعبئة معلوماتهم للعمل عن بعد وفتح محافظ بأسمائهم لتكون تلك المحافظ أداة للاحتيال على آخرين مما يؤدي الى وقوع صاحب المحفظة في النهاية كمتهم بجريمة النصب والاحتيال، وروابط تقديم المساعدات التي تستخدم أسماء جهات رسمية وتطلب تعبئة معلومات الشخص وبياناته البنكية.
ومن أساليب الاحتيال كذلك، الرسائل التي تتضمن الفوز بالجوائز والتي توهم متلقي الرسالة بربحه لإحدى الجوائز وتطلب منه تعبئة معلوماته او تحويل مبلغ مالي لايصال الجائزة، وإعلانات البيع بالتقسيط والتي تستخدم حسابات وصفحات لعرض بضاعة على مواقع التواصل الاجتماعي ليقوم الراغب بالشراء بتحويل المبلغ المالي للحساب كدفعة اولى، ليتفاجأ بعد ذلك باغلاق الصفحة أو عدم الرد عليه.
لا تعليق