لجأت الكثير من الفتيات والخريجات في قطاع غزة لتعلم العديد من المهن والحرف وتسويقها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك في محاولة منهن لإيجاد فرص عمل ومحاربة شبح البطالة.
وهذا كان واقع مصممة الأزياء سها أبو غليون (24 عاما) ،التي اتخذت من مكان صغير في منزلها معملا خاصا لتصميم ما يطلبه الزبائن من تصاميم للأزياء يفضلونها، بطريقة مباشرة دون حاجة لوسيط عبر صفحة خاصة بها على شبكة التواصل الاجتماعي.
وبات كثير من الناس يفضلون التسويق الإلكتروني، حيث أظهرت إحصاءات ارتفاع نسبة رواد منصات التواصل خلال العام الماضي في فئة الإناث مقارنة بالذكور.
ففي الأسواق الالكترونية كل ما تريد من شقق للإيجار والشراء وأراضي حتى فساتين السهرة وأنواع مختلفة من الهواتف الذكية مرورا بالأدوات المنزلية وليس انتهاء بالكتب والإكسسوار وفي هذه الاسواق الوسيط الوحيد بين ما يملك القطعة ومن يشتريها هو الإنترنت.
تسويق مشروع منزلي
وتقول مصممة الأزياء أبو غليون خريجة الكلية الجامعية “تصميم أزياء” في حديث لقناة الغد: “أعمل على تصميم الأزياء الخاصة بي، وأقوم بنشرها على صفحة خاصة بي عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر فتح لي باب جديدا من حيث التسويق، لأن الكثير من الزبائن يتواصلون معي مباشرة لطلب ما يريدون تصميمه سواء من شغلي أو تصاميم يريدها حسب رغبته، أعمل كذلك على تصميم الأزياء التراثية و الثواب الفلسطينية التي تعبر عن الهوية الفلسطينية و هي مطلوبة جدا لدى النساء الفلسطينيات”.
وحول فكرة اختيارها التسويق الإلكتروني قالت أبو غليون :” التسويق عبر الأنترنت هو فرصة للكثير الذين يبحثون عن فرص عمل من أجل تسويق منتجاتهم ، وكذلك محاربة شبح البطالة وقلة العمل، لذلك لجأت لفتح مشروعي المنزلي واخترت هذه الفكرة لأعيل نفسي و أسرتي من داخل هذه الغرفة الصغيرة”.
ولكن مصممة الأزياء الغزية أبو غليون، لا تتوقف طموحاتها على قطاع غزة بل أن تصل لخارج حدود قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاما قائلة:” أحلم أن تصل تصاميمي للعالمية، وأن يتطور مشروعي وأن يكون لى خط انتاج خاص بي ، لأن هناك الكثير من القدرات والمواهب في قطاع غزة، لكن بسبب الظروف التي نعيشها يوجد صعوبات كبيرة”.
91% من الأسر لديها الإنترنت
وباتت منصات التواصل الاجتماعي الملاذ الآمن للفتيات للحصول على فرصة عمل وتسويق منتجاتهم وإبراز إبداعاتهم.
حيث أظهرت الإحصاءات ارتفاع نسبة رواد تلك المنصات في صفوف الاناث في قطاع غزة مقارنة بالذكور خلال العام الماضي.
و أوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن حوالي 91% من الأسر في فلسطين بأن لديها او لدى أحد افرادها امكانية النفاذ الى خدمة الانترنت في البيت، بواقع 91% في الضفة الغربية، و90% في قطاع غزة.
و بلغت نسبة الأفراد 10 سنوات فأكثر الذين يمتلكون هاتف ذكي نحو 71% في فلسطين، بواقع 82% في الضفة الغربية و56% في قطاع غزة، ودون وجود فروقات واضحة على مستوى الجنس.
وتعقيبا على لجوء العمل عبر الإنترنت قال رشاد أبو مدللة المختص في التسويق الالكتروني:” إن عدم وجود فرص عمل في قطاع غزة، جعل الإنترنت هو الملاذ الأساسي والكبير للحصول على فرص عمل، فالوضع الاقتصادي في غزة مزرى وكارثي، وذلك في ظل ارتفاع نسبة البطالة ووصولها إلى 65% بين الذكور و الإناث.
وتابع أبو مدللة خلال حديثه لقناة الغد، وفي الفترة الأخيرة وما حدث خلال أزمة كورونا، لجأت الكثير من المؤسسات المحلية والدولية بتوفير خدمات العمل عن بعد بشكل أساسي، وبذلك أصبحت فرص وعمل عن بعد أكبر بكثير.
الإناث والتواصل الاجتماعي
وأوضح المختص في التسويق الإلكتروني، وفي قطاع غزة خاصة وبسبب استخدام الإناث الكثير لشبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت وتوفر وخلق فرص عمل من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال الشركات والعمل عن بعد من قبل هذه الشركات، أصبح هناك فرصة كبيرة للفتيات للعمل والحصول على مصادر دخل مختلفة.
في آخر إحصائيات في قطاع غزة أثبتت أن الإناث يمتلكن ما يقارب 60% من حصة العمل عن بعد ووسائل العمل الإلكترونية المختلفة والمتواجدة للعاملين في قطاع غزة، رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة توضح عدد العاملين عبر تقنية العمل عن بعد في فلسطين وقطاع غزة.
أوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن معدل البطالة لا يزال مرتفع، ويعود الارتفاع في معدل البطالة إلى الارتفاع الكبير في معدلات البطالة في قطاع غزة حيث ما يقارب نصف المشاركين في القوى العاملة 45% هم عاطلون عن العمل مقارنة مع حوالي 14% في الضفة الغربية، وما زال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الذكور والإناث؛ 21٪ بين الذكور و39% بين الإناث.
لا تعليق