يطرق الباب.. الطارق مجهول وأهل البيت أيضاً.. مهنة «مندوب المبيعات» مجال مفتوح لكل من ساءت ظروفه ولم يحظ بفرصة عمل مناسبة، جلّ من يمتهنها طلاب جامعة أو خريجون أحياناً، ويحفها العديد من الصعوبات والشبهات، فقد يظنهم البعض أفراد عصابات للسرقة والبعض الآخر يرى أن بضاعتهم رديئة ولا تباع لذلك بعث رب العمل بالمندوب ليغري المستهلك القاطن في مسكنه بأمان.. إضافة إلى صعوبة التنقل والمواصلات وضعف الأجر المادي وارتباطه بنسبة المبيع التي يحققها المندوب في ظل غياب الخبرة والتدريب اللازمين.. وما مستقبلها في ظل انتشار التسويق الالكتروني؟
أستاذ إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور زكوان قريط بيّن في حديثه لـ«الوطن» المفهوم الأكاديمي لمهنة مندوب المبيعات، فهو الشخص الذي يبيع ويروج المنتجات أو الخدمات للعملاء سواء أشخاص عاديين أو شركات، وتختلف تسميته حسب المكان وصفته الوظيفية فيطلق عليه أيضاً «ممثل المبيعات- منشط المبيعات- مشرف المبيعات- مسوق المبيعات» ويمكن أن يكون نشاطاً داخلياً أو خارجياً حيث يعتبر وجوده مهماً جداً في قطاع أعمال الشركات لأنه صلة الوصل بين العميل «الزبون» والشركة فهو يمثل الشركة ويعكس توجهاتها وفي الوقت نفسه ينقل اقتراحات وشكاوى العملاء للشركة.
وبالنسبة لعمل مندوب المبيعات في بلادنا فإنه يقتصر على بيع منتجات الشركة فقط دون أي نشاط آخر وبالتالي يجب أن يكون مدرباً ويتمتع بمهارات معينة منها مهارات التواصل والتفاوض واللباقة والصبر والإقناع والمجاملة.. أي مهارات التسويق الأساسية، ولكن معظم الشركات المحلية تقوم بتوظيف مندوبي المبيعات بشكل غير مدروس ومن دون خبرة ولا تقوم بإخضاع المندوبين إلى دورات تدريبية للتمتع بمعظم تلك المهارات الآنفة الذكر، لذلك نجد أن معظم الشركات تقوم بتوظيف المندوبين لفترة محددة ثم تقوم بتغييرهم، ما يعني معدل دوران مرتفعاً وهو ما يدفع مندوبي المبيعات لعدم الرغبة باستمرار العمل في تلك الشركات، وخاصة أن ظروف العمل وشروطه غير مريحة وغير جيدة، وأشار إلى عدم تقبل المجتمع لهذه المهنة نتيجة للثقافة السائدة، إذ يكون في معظم الأحيان غير مرحب بمندوب المبيعات لعدة عوامل أهمها الأمان والارتياح لوجودهم وخاصة مندوبي المبيعات الطوافين في المنازل، معتبراً أنه أمر طبيعي نتيجة انعكاسات الأزمة في سورية، ما دفع أغلب الأشخاص في مجتمعنا للتوجه نحو التسويق الإلكتروني حيث يجدونه أكثر أماناً وسهولة في التعامل والخدمات والعروض وغير ذلك.
لا تعليق