Rate this post


تشير الوسائط الرقمية إلى أي شكل من أشكال الوسائط التي يتم إنشاؤها وتخزينها وتوزيعها إلكترونيا. ويتضمن ذلك العديد من المنصات الرقمية مثل مواقع الويب ومنصات الوسائط الاجتماعية وخدمات البث وتطبيقات الهاتف المحمول.

لقد غيرت وسائل الإعلام الرقمية بشكل كبير الطريقة التي تعمل بها الشركات وتتواصل، مما أدى إلى تأثير عميق على الاقتصاد. فلقد أحدثت ثورة في الصناعات، وخلقت نماذج أعمال جديدة، وفتحت فرصا للتجارة العالمية وخلق فرص العمل. يتمثل أحد التأثيرات الرئيسية لوسائل الإعلام الرقمية على الاقتصاد في دورها في توسيع نطاق الوصول العالمي وزيادة وصول المستهلك إلى المنتجات والخدمات من خلال المنصات الرقمية، حيث يمكن للشركات الوصول إلى جمهور أوسع خارج أسواقها المحلية. وقد مكن ذلك الشركات الصغيرة والشركات الناشئة من التنافس مع الشركات الأكبر على نطاق عالمي، مما أدى إلى تكافؤ الفرص وتعزيز ريادة الأعمال؛ علاوة على ذلك سهلت الوسائط الرقمية التجارة الإلكترونية، مما سمح للمستهلكين بالتسوق عبر الإنترنت والوصول إلى المنتجات والخدمات من أي مكان في العالم. وقد أدى ذلك إلى نمو التجارة عبر الحدود، وتعزيز النشاط الاقتصادي وخلق وظائف جديدة في الخدمات اللوجستية والنقل ودعم العملاء.

مع الإشارة على وجود تأثير مهم آخر لوسائل الإعلام الرقمية على الاقتصاد وهو تحول ممارسات التسويق والإعلان؛ حيث تم التوقف عن طرق الإعلان التقليدية مثل الطباعة والراديو والتلفزيون، وتم استبدالها بالإعلانات الرقمية. حيث توفر الوسائط الرقمية للشركات القدرة على استهداف ديموغرافيات محددة، وتخصيص الرسائل التسويقية، وتتبع فعالية الحملات في الوقت الفعلي. وقد أدى ذلك إلى استراتيجيات تسويق أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة والعائد، مما مكن الشركات من الوصول إلى جمهورها المستهدف بدقة أكبر. ونتيجة لذلك؛ يمكن للشركات تخصيص مواردها بشكل أكثر فعالية، مما يؤدي إلى زيادة العائد على الاستثمار والنمو الاقتصادي العام.

علاوة على ذلك؛ أحدثت الوسائط الرقمية ثورة في طريقة استهلاك المنتجات والخدمات وتسليمها مع ظهور خدمات البث والتنزيلات الرقمية والاشتراكات عبر الإنترنت حيث شهدت الصناعات التقليدية مثل النشر والبث تغييرات كبيرة. يمكن للمستهلكين الآن الوصول إلى مجموعة واسعة من المحتوى عند الطلب، وقد أدى هذا التحول في عادات الاستهلاك إلى تعطيل نماذج الأعمال الراسخة. وقد أدى ذلك إلى انخفاض مبيعات الوسائط المادية وظهور النماذج القائمة على الاشتراك، مما أدى إلى خلق تدفقات إيرادات جديدة لمنشئي المحتوى والموزعين.

بالإضافة إلى ذلك؛ أدت الوسائط الرقمية إلى ظهور اقتصاد الوظائف المؤقتة، حيث يمكن للأفراد تقديم خدمات مثل خدمات التاكسي، وتوصيل الطعام والعمل المستقل من خلال المنصات الرقمية. وقد خلق هذا فرص عمل جديدة ووفر للأفراد خيارات عمل مرنة.

وتشمل الأمثلة الملموسة لتأثير الوسائط الرقمية على الاقتصاد العديد من النماذج والأمثلة ومنها:

أولًا: أوبر: خلق اقتصاد الوظائف المؤقتة، الذي سهلته المنصات الرقمية مثل أوبر، فرص عمل جديدة ووفر للأفراد خيارات عمل مرنة، ويمكن لسائقي أوبر كسب المال من خلال تقديم خدمات النقل من خلال تطبيق أوبر ، مما يساهم في نمو اقتصاد المشاركة.

ثانيًا أمازون: أثر نمو التجارة الإلكترونية ، الذي تغذيه منصات مثل أمازون ، بشكل كبير على صناعات البيع بالتجزئة، حيث يمكن للمستهلكين الآن التسوق عبر الإنترنت وتوصيل المنتجات مباشرة إلى عتبة دارهم، وقد أدى ذلك إلى انخفاض في متاجر البيع بالتجزئة التقليدية وخلق فرص عمل في مجال الخدمات اللوجستية والنقل.

ثالثًا: الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي: أحدثت منصات مثل Facebook و Instagram ثورة في ممارسات الإعلان من خلال السماح للشركات باستهداف مجموعات سكانية محددة وتتبع فعالية حملاتها في الوقت الفعلي، وقد أدى ذلك إلى استراتيجيات تسويق أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة.

رابعًا: المنشورات الإخبارية عبر الإنترنت: واجهت وسائل الإعلام المطبوعة تحديات بسبب ظهور المنشورات الإخبارية عبر الإنترنت، فكان على الصحف والمجلات التكيف من خلال إنشاء نسخ رقمية وتنفيذ نظام حظر الاشتراك غير المدفوع للمحتوى عبر الإنترنت، وقد أثر هذا التحول على صناعة النشر وطريقة وصول المستهلكين إلى الأخبار.

خامسًا: الأسواق الرقمية: كان لظهور الأسواق عبر الإنترنت ، مثل eBay و Etsy ، تأثير عميق على الاقتصاد. تسمح هذه المنصات للأفراد والشركات الصغيرة ببيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين دون الحاجة إلى واجهة متجر فعلية. وقد أدى ذلك إلى تقليل الحواجز التي تحول دون دخول رواد الأعمال وتمكينهم من الوصول إلى الأسواق العالمية بسهولة أكبر. كما خلقت فرص عمل في مجالات مثل إدارة المتاجر عبر الإنترنت وخدمة العملاء والشحن والخدمات اللوجستية.

سادسًا: أحد الأمثلة الملموسة على العلاقة بين وسائل الإعلام الرقمية والاقتصاد هو ظهور مواقع التجارة الإلكترونية. لقد حولت منصات مثل Alibaba صناعة البيع بالتجزئة ، مما سمح للشركات ببيع منتجاتها عبر الإنترنت والوصول إلى العملاء في جميع أنحاء العالم. وقد أدى ذلك إلى زيادة المبيعات والإيرادات للشركات ، فضلا عن فرص العمل في مجالات مثل تسليم الطرود والخدمات اللوجستية.

وفي الختام؛ وبعد استعراض الأمثلة العالمية الاقتصادية للعلاقة بين الإعلام الرقمي والاقتصاد، لا بد من الإشارة إلى أن الإعلام الرقمي بعد مشيئة الله عز وجل أوجد الوظائف، ولم يقم بإلغائها أو تقليصها، ولكن هذا يتطلب من الإعلام التقليدي التحول إلى الإعلام الرقمي كي يتواكب مع نمطية وآلية سوق الاقتصاد الجديد.

 



Source link

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *